السبت، 9 مايو 2015

الصين وروسيا وعلاقة تتجاوز الزيارات الرسمية

الصين وروسيا وعلاقة تتجاوز الزيارات الرسمية


من المتوقع أن يوقع الجانبان الصيني والروسي اتفاقات تشمل مجالات الطاقة والفضاء والضرائب والاستثمار
من المقرر أن يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ روسيا بين الثامن والعاشر من أيار / مايو. يووين يو، الصحفي في القسم الصيني في بي بي سي، يلقي نظرة على أهمية هذه الزيارة من منظور الصين.
حتى قبل أن يصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى روسيا، امتلأت الصفحات الأولى من الصحف الصينية بالعناوين والصور التي تشد الانتباه.
فالعنوان الرئيسي لموقع وكالة شينخوا الرسمية للأنباء قال "شي جينبينغ: الصداقة بين الشعبين الصيني والروسي مصنوعة من الدماء والأرواح"، وذلك في إشارة إلى مقال كتبه الرئيس شي ونشرته إحدى الصحف الروسية أشار فيها إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها البلدان في الحرب العالمية الثانية وضرورة المحافظة على السلم العالمي.
جاء في مقال الرئيس شي "ان نسيان التاريخ خيانة، والصين وروسيا وكل الشعوب المحبة للسلام في العالم تعارض بقوة أي نية أو محاولة لانكار أو تشويه او اعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية."
بما أن المقال يتطرق باسهاب عن الحرب التي خاضتها الصين ضد المحتلين اليابانيين، لا يتطلب فهم ما ذهب اليه الرئيس الصيني الكثير من الجهد.
كما نشر الموقع صورا لجنود صينيين وهم يتدربون استعدادا للمشاركة في العرض العسكري الكبير الذي سيقام في موسكو في التاسع من الشهر الحالي للاحتفال بذكرى النصر على النازية، فيما يقول عنوان رئيسي آخر إن حضور الرئيس شي العرض يهدف لـ"البرهنة على تصميم الصين على المحافظة على النظام العالمي الذي انبثق بعد الحرب العالمية الثانية."
ومما لا شك فيه أن حضور الرئيس شي العرض العسكري سينظر اليه بوصفه مصدر تشجيع مهم للرئيس الروسي بوتين الذي لم يفلح في اقناع أي رئيس غربي بالحضور. ولذا فمن المرجح أن تكافأ الصين لقاء موقفها.
ففي موعد لاحق من العام الحالي، ستقيم الصين استعراضا عسكريا مماثلا للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 70 لانتصارها على اليابان، وسيحضر الرئيس بوتين ذلك الاستعراض كما ستشارك فيه وحدات عسكرية روسية.
وسيشارك البلدان هذا الشهر في تمارين بحرية مشتركة في البحر المتوسط للمرة الأولى.
كل هذه الخطوات تمثل مصدر دعم للصين في وقت تتعرض فيه بكين لانتقادات متزايدة من الولايات المتحدة وحليفاتها الآسيويات حول الخطوات التي اتخذتها في بحر الصين الجنوبي وفي وقت اعلنت فيه واشنطن وطوكيو تصميمهما على تعزيز تحالفهما العسكري.
يقول البروفيسور شي يوانهوا من جامعة فودان في مقال نشره موقع sohu.com هذا الاسبوع ما يلي:
"إن الحرب الباردة الجديدة التي اندلعت بين الولايات المتحدة وروسيا توفر فرصة تاريخية لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين. وبالنسبة للصين، التي تواجه تهديدات وضغوط من الولايات المتحدة، من الطبيعي أن تشهد العلاقات مع روسيا تطورا دراماتيكيا."
وبالاضافة الى التعبير عن التضامن مع روسيا بحضور الرئيس شي استعراض موسكو، من المتوقع أن يوقع الجانبان الصيني والروسي اتفاقات تشمل مجالات الطاقة والفضاء والضرائب والاستثمار.
وسيناقش الزعيمان أيضا تطوير علاقات بلديهما الاقتصادية عن طريق مشروع الرئيس شي، "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، الذي يدعمه الرئيس بوتين.
يذكر أن الصين أكبر شريك تجاري لروسيا في السنوات الخمس الماضية، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين 95,3 مليار دولار في عام 2014. وحسب السفير الصيني لدى روسيا لي هوي، يأمل البلدان في أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 100 مليار دولار في عام 2015، وهو أمر وصفه السفير بأنه "واقعي جدا."
وفي وقت يتباطأ فيه الاقتصاد الصيني، لا بد أن يكون هذا التقدم خبرا مرحبا به.
يبدو أن البلدين اللذين كانا عدوين لدودين لعقود في القرن الماضي قد توصلا إلى توافق يعود عليهما بالنفع في القرن الحادي والعشرين، ويبدو أن الصين تستطيع أن تعتمد على صديقها القديم مرة أخرى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق