السبت، 28 فبراير 2015

متي نراهم في الدوحة

امريكا ترسل وفدا الى الدوحة للتفاوض مع حركة "طالبان" للتوصل الى اتفاق سلام.. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: متى ستفتح "الدولة الاسلامية" سفارة لها في الدوحة وتنخرط في مفاوضات مماثلة مع الادارة الامريكية؟
قبل 13 عاما، وبالتحديد في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2001 اعتبرت الولايات المتحدة الامريكية حركة "طالبان" بانها حركة ارهابية تدعم تنظيم "القاعدة" وتوفر له الملاذ الآمن، وقررت شن حرب عليها لتدميرها وانهاء حكمها لافغانستان الذي استمر خمس سنوات تقريبا كرد على هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر).
اليوم تنخرط الادارة الامريكية في مفاوضات مباشرة مع الحركة الارهابية نفسها، وترسل وفدا رفيع المستوى الى العاصمة القطرية الدوحة لفتح حوار معها يسهل عملية انسحابها من افغانستان ونقل السلطة اليها، اي حركة طالبان.
حركة طالبان "الارهابية" فتحت مكتبا في الدوحة بموافقة امريكية عام 2013 كخطوة اولى لتسهيل عملية التفاوض، والتسليم بالاعتراف بها، ولكنها اضطرت لاغلاقه بعد شهر، لان حميد كرزاي اشتاط غضبا من هذه الخطوة اولا، ولان حركة طالبان رفعت علمها على المبنى، ووضعت لافتة في مقدمته تقول انه "سفارة امارة افغانستان الاسلامية" ثانيا.
الحكومة الامريكية طلبت من حركة طالبان ازالة هذه اللافتة وانزال علمها من على المبنى، ولكنها رفضت ذلك رفضا قاطعا، واكدت ان هذا العلم وتلك اللافتة هما جزء من الاتفاق الذي تم التوصل اليه وبالتالي هي ملتزمة به وجرى اغلاق المكتب (السفارة) في تموز (يوليو) عام 2013 بعد شهرين من افتتاحه في حفل رسمي حضره وزير الخارجية القطري في حينها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وعدد من السفراء الدبلوماسيين المعتمدين في الدوحة.
الادارة الامريكية نفت في تصريح رسمي للمتحدث باسم البيت الابيض عقد اي لقاء مع مسؤولين في حركة "طالبان" في الدوحة "في هذه المرحلة" في اطار محادثات سلام، لكن وكالة الانباء الفرنسية نقلت عن المتحدث باسم حركة طالبان السيد دبيح الله مجاهد تأكيده بان وفد حركته موجود حاليا في العاصمة القطرية من اجل لقاء وفد امريكي.
الادارة الامريكية تكذب، وكذلك البيت الابيض والمتحدثين باسمه، وهناك سوابق عديدة تؤكد ما نقوله، الم يؤكد ساكن هذا البيت الرئيس الامريكي بوش الابن بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يملك اسلحة كيماوية وبيولوجية؟ الم يقل المتحدثون باسمه (البيت الابيض) ان حركة طالبان ارهابية لن يتم التفاوض معها مطلقا وجرى لحس هذا الكلام مبكرا عندما التقى مسؤولون من الطرفين اكثر من مرة في الدوحة وغيرها؟
حرطة طالبان، وبفضل مقاومة شرسة على مدى 13 عاما، الحقت خسائر مادية (ترليون دولار) وبشرية (اكثر من 1500 قتيل) في صفوف القوات الامريكية، واجبرت الادارة الامريكية على التفاوض معها من اجل انسحاب آمن لقواتها.
رحيل الرئيس السابق حميد كرزاي من السلطة، ووصول اشرف غني الى سدة الحكم هو الذي ادى وسيؤدي الى هذه المفاوضات، وانتقالها من جانبها السري الى العلني، فالرئيس غني، وعلى عكس سلفه كرزاي، يفضل الحوار والتوصل الى تسوية سلمية للصراع الدموي في بلاده، خاصة انه يدرك ان حركة طالبان تسيطر على اكثر من ثلثي البلاد.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على ضوء ما تقدم: متى ستعترف الولايات المتحدة بـ"الدولة الاسلامية" وتعطي الضوء الاخضر لدولة قطر بفتح سفارة لها في الدوحة؟

نعتقد ان هذا اليوم ليس ببعيد.. والايام بيننا!
"راي اليوم"

0 التعليقات:

إرسال تعليق