الخميس، 15 أكتوبر 2015

خالد الجيوسي: لماذا لا تأخذ إسرائيل “الوعيد” الأردني على محمل الجد؟ وهل تحول “الحشود” الأمنية لحماية سفارتها “تصعيد” المملكة إلى “صورة عاجزة”؟! .. “عرب جرب” على شاشة قناة “إم بي سي” ترى كل العجب! .. ومهما قلتم عن دعم “الميادين” تبقى فلسطين الأهم


khalid-jayyousi.jpg555

خالد الجيوسي

سبات عميق أقرب إلى نومة “أهل الكهف” يغط فيها الإعلام الأردني الرسمي، فعلى شاشته لا مكان إلا لبرامج حوارية هزيلة، أو نشرة إخبارية “تطبل” هنا وهناك لإنجازات الحكومة الرشيدة، وحين يحين موعد الترفيه، لا بد للمشاهد “المواطن” أن يستمع للأناشيد الوطنية التي تتغنى في حب الوطن، وسهوله الخضراء، وعطائه “منقطع النظير”!

هناك وعلى مقربة من الإسطوانة المشروخة التي يواصل التلفزيون الأردني “إتحافنا” فيها، وبعيداً بالطبع عن شاشته، تفض قوات الأمن الأردنية اعتصاماً مناصراً للأقصى أمام مسجد الكالوتي في منطقة الرابية القريب من السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، واعتقل أي الأمن بعض المشاركين!

مباشرة هكذا ودون تفكير، أخذني عقلي لمشهد مكرر، كما في الأفلام التركية المملة، حيث يقف في ذاك المشهد بطله المعتاد الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، وهو يستخدم ذات الوعيد الموجه لقطعان المستوطنين الذين يدنسون باحات المسجد الأقصى بحماية جيش الاحتلال، ويبدو أنهم إلى كتابة هذه السطور، لا يأخذونه على محمل الجد، لكن البعض يؤكد أن المملكة صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في فلسطين، وعلى الأقصى تحديداً، لديها خطوات دبلوماسية وربما تصعيدية، في حال لم تمثل “إسرائيل”، وترضخ بالأحرى لتهديدات الناطق الأردني المومني، تساءلت في نفسي قائلاً، كيف يمكن أن تكون صورة ذاك التصعيد، لربما التواجد الأمني الأردني حول سفارة “العدو” في عمان، وفض الاعتصام بالقوة عندما تحرك المعتصمون باتجاهها رسم لي ملامح تلك الصورة، باهتة، عارية، وبالفعل عاجزة، لا عليكم، المهم، ما هي آخر أغنية وطنية تحرك مشاعركم لنضعها في جولة سيارة؟!

“عرب جرب”!

الدموع تملأ عيون أمهات العرب، والعربي ذو الشماغ السبب، يعود على الشاشة السعودية برنامج مواهب الغناء ذو اللجنة الرباعية فالجمهور طلب، عاد وصفق وانطرب، عادت “إم بي سي” ببرنامج “ذا فويس″، هناك “طنة ورنة” هناك أغنية و”صفقة”، ألا تسمعون هناك في سورية والعراق وليبيا واليمن أمر جلل، دماء من كل الطوائف والملل، لا يهمنا فعلى شاشتنا ترى كل العجب، ألم تسمع عنها فهي شاشة كل العرب، حقاً صدق من قال أننا “عرب جرب”!

“الميادين” والاولوية الفلسطينية

لا يمكن للمشاهد العربي إلا أن يشعر بتلك “الوطنية” التي تخرج من أفواه مذيعي، ومقدمي برامج قناة “الميادين”، بالطبع سيسارع أحدكم قائلاً “الحياد سقاط في تلك القناة فهي تنفذ أجندات إيرانية، شيعية، مجوسية” وإلى ذلك من الكلام المعهود، الذي لا يستطيع أحد إثباته، فالقناة “البرتقالية”، وإن كانت تقف إلى جانب طرف معين، في ملفات سياسية معينة، تحاول قدر الإمكان السماح لكل الأطراف بالتحدث عن وجهات نظرهم التي تخالف توجهات القناة، والأدلة على ما أقول كثيرة، وموثقة على موقع القناة، وعلى “اليوتيوب” ضمن الحلقات التي فوت المشاهد متابعتها.

نحن هنا بالطبع لا ندافع عن القناة، ولكننا لا نستطيع إلا أن نرى حضورها الطاغي واللافت في تغطيتها المفصلة للأحداث المتسارعة في بلادي فلسطين، وانطلاق الانتفاضة الثالثة، ولا نستطيع أيضاً أن ننسى تغطيتها المشرفة والعادلة والصادقة أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، والتي لا يمكن للحياد أن يكون طرفاً فيها، فالميادين التي نرفع القبعة لها احتراماً على العكس من بعض زميلاتها، كانت وما زالت مع الشعب الفلسطيني ظالماً كان، أو مظلوما، ففي حب الأوطان لا بد أن نستقل أو نبيد، وإن كانت إيرانية الدعم، مثلما يروج البعض، تبقى فلسطين الأهم..

كاتب وصحافي فلسطيني

0 التعليقات:

إرسال تعليق