الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

خالد الجيوسي: إيران تحرر الأقصى: هل هنالك “عاقل” لا “يتحمس″ لتحرير فلسطين حتى ولو على أيدي “شيعية”؟ ومن يشعر بالغيرة فليأتينا بعد صنعاء! .. كذبوا علينا حينما قالوا أن في الأردن “حرية سقفها السماء” حضرت “الميادين” فصاحوا فناء! .. أغلقوا “النوادي الليلية” في المملكة الأردنية حينها نصدق أن “قبلة” شاب وفتاة حقاً “خدشت” الحياء!


خالد الجيوسي: إيران تحرر الأقصى: هل هنالك “عاقل” لا “يتحمس″ لتحرير فلسطين حتى ولو على أيدي “شيعية”؟ ومن يشعر بالغيرة فليأتينا بعد صنعاء! .. كذبوا علينا حينما قالوا أن في الأردن “حرية سقفها السماء” حضرت “الميادين” فصاحوا فناء! .. أغلقوا “النوادي الليلية” في المملكة الأردنية حينها نصدق أن “قبلة” شاب وفتاة حقاً “خدشت” الحياء!

khalid-jayyousi.jpg555

خالد الجيوسي

بينما “يغط” الجميع في حزم، وعصف، وأمل، في قصف وقتل، وشلل، في ضعف وقرف وملل، ووصاية ليست بالأمر الجلل، وحدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من كانت عينها على القدس، وفلسطين، فأطلقت مناورات عسكرية، تحاكي تحرير المسجد الأقصى، فوصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية العملية بالعمل العدائي ضد إسرائيل التي بالأساس هي محتلة غاصبة لبلادي فلسطين!

غابت تلك المناورات العسكرية عن وسائل الإعلام العربية تماماً، سر أسباب الغياب واضحة لا لبس فيها، فإيران أولاً “شيعية مجوسية”، وثانياً هناك أمور أهم تشغل عقول قادة دول “ملاك” قنوات الإعلام العربي، وإن تطرقوا ثالثاً لتلك المناورات، فسيأتيك “أحدهم” مؤكداً أن تحرير فلسطين، واستعادة مقدساتها، لن يأتي على يد “عبدة النار”، وما هذه المناورات إلا حرب إعلامية، هدفها صرف نظر “العرب” عن جرائم دولة “الولي الفقيه”، في سورية والعراق، وكأن لا جرائم ترتكب على أيدي سنة “الملك والأمير”!

بعض الصحافيين الذين شاركوا في تغطية المناورات الإيرانية قالوا أن الأمر جاد للغاية، ولا يوجد أي مجال للسخرية من مناورات كهذا النوع، إسرائيل نفسها اعترفت أن الحرب الإعلامية، تحولت إلى نفسية، وبين هؤلاء جميعاً يجري “أحدهم” استعراضاً عسكرياً لتحرير العاصمة صنعاء، لست أدري في الحقيقة إن كان هناك “عاقل” لا تصيبه تلك الحماسة، وإن كانت إعلامية لتحرير الأقصى، وفلسطين، ولا أعلم إن كان هناك من لا يفرح بالهزيمة النفسية للعدو الصهيوني، لكنني واثق كل الثقة أن الأقصى لم يتم نقله مؤخراً إلى صنعاء، والاستعراض العسكري لتحريرها يحزنني، باختصار، نعم يحق لنا أن نتأمل بالجمهورية الإيرانية  “الشيعية” في تحرير بلادنا، ومن يشعر بالغيرة والحسرة، والخوف على “حجمه” الإقليمي، فليحرر لنا مبنى يحاكي المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، فعلى الأقل ربما “سنتحمس″ له إعلامياً!

“حرية سقفها الفناء”!

قيل لنا، ونحن على مقاعد دراسة الصحافة والإعلام، أن الإعلام في المملكة الأردنية حرية سقفها السماء، والسماء تعني أن الحرية لا سقف لها، وأن الجميع يستطيع أن يعبر عما يجول في خاطره، طالما أنه حريته لم تتعد على حرية الآخرين، وتتدخل في شؤونهم الشخصية الخاصة.

قبل أيام كما سمعنا، وأخبرنا بضم الألف، منعت الأجهزة الأمنية الأردنية إقامة مهرجان للتضامن مع قناة “الميادين” البرتقالية، والتي تتعرض لضغوط لإيقافها، بعد أن تم منع بثها على مدار قمر “العرب سات”، لأنها كما قيل سمحت لضيوفها التطاول على القيادة السعودية، الأردن بأجهزته الأمنية فرض طوقاً على مسرح “الرينبو” بالدوار الأول في العاصمة عمان، والذي كانت ستقام عليه الفعالية التضامنية، ومنعت بذلك إقامة المهرجان، الذي كان بعنوان “عن الإعلام العربي، وتضامناً مع الميادين”، ومنعت حضوره من التجمهر!

يبدو أن “الميادين” وجمهورها المتضامن، لم يجدوا ضالتهم في المملكة الهاشمية، والسماء التي كانت سقفاً لهم، ولأمثالهم، تحطمت على رؤوسهم، المهرجان هو مجرد تضامن رمزي مع حرية الكلمة، هو تعبير عن رأي مخالف، هو شعور معنوي بالقدرة على رفع الرؤوس بين المنبطحين، هو الحرية التي كان من المفروض أن لها السماء، نسأل هنا ماهو المبرر القانوني الذي يمنع “الأردنيين” من التضامن مع “الميادين”؟ هل حملوا سلاحاً؟ أم طالبوا بإسقاط الدولة الأردنية؟ أم أن حريتهم “البرتقالية” لا “المليونيرة” تخدش الحياء العام؟ أظنهم أخطأوا حينما قالوا لنا على مقاعد الدراسة حريتنا سقفها السماء، هي حرية إن حلقت سقفها الفناء!

“قبلة”.. خدشت الحياء!

هي أفعال فاضحة بلا شك بالنسبة للمجتمع، تلك التي صدرت عن الفتاة والشاب اللذين ظهرا في فيديو مصور يتبادلان القبل والأحضان على الملأ، وفي شارع عام “شارع اسمه الوكالات” في العاصمة الأردنية عمان، في مشهد أقرب إلى مشاهد الحب والغرام والهيام، التي نراها يومياً في المسلسلات التركية، ليتحول الفيديو إلى قضية رأي عام، قسمت الشارع المحلي بين مؤيد ومعارض!

أبطال الفيديو، ولحظهما العاثر، كانت كاميرا جهاز محمول “موبايل” بانتظارهم، والتقطت بوقاحة خصوصيتهم، وإن كانت في شارع عام، لربما لم يعلموا أنهم سيكونوا على موعد عام مع المجتمع الأردني كله، ليرى “حبهم” الجارف، وعشقهم “الممنوع″، ولربما أفعالهم “الصريحة” برأيهم أنقى وأطهر، من تلك التي تتم بعيداً عن عيون الناس، وأحكام المجتمع المسبقة، لكن الأهم أن تبقى محاطة بالسرية التامة، حتى لا يوجه لها الملامة، وكان الله وحده بالسر عليم!

نحن هنا بالطبع لا ندافع عن مثل تلك الأفعال التي تخالف عاداتنا، وتقاليدنا، وديننا، والشاب والفتاة كما يقال بالعامية “الخطأ راكبهم من ساسهم لراسهم”، لكننا نحاول أن نفكر خارج الصندوق، ونضع أفكارنا البالية جانباً، فعل أبطال الفيديو حرية شخصية تمت بموافقة الطرفين، ولو بقيت طي الكتمان، ولم يتم تصويرها لاقتصر الضرر الفاضخ الفادح على المارة في الشارع كما غيرها، ولم تتحول بفعل فاعل إلى مجاهرة بالمعصية، خدش الحياء الذي بدأ البعض يغني على ليلاه يتم وبصورة علنية، وأكثر فحشاً وخلاعة خلف أبواب النوادي الليلية المرخصة من قبل الحكومة الأردنية، فيا من تطالب بمعاقبة “عشاق” الفيديو، فلتهب حميتك، وتتحرك غيرتك، واطلب إغلاق المراقص أولاً، وبهذا سنصدق أن الحياء يعيش في أبهى عصوره، وهناك من “خدشه”!

أعتقد أن لدينا أزمة شرف، وأخلاق في مجتمعاتنا العربية عموماً، فإطلاق الأحكام المسبقة المبنية على مواقف فاضحة بعينها هي مجرد بلاهة سطحية، لا تتعدى كونها مواساة لأنفسنا، ومشكلة خصام مع دواخلنا، فمن منا يستطيع أن يحدد من هي الشريفة، من الشريف، العفيفة من العفيف، الصادقة من الكاذبة، المسألة باختصار هي أن كل منا يغني على ليلاه.. يا ويلاه!

كاتب وصحافي فلسطيني

0 التعليقات:

إرسال تعليق