السبت، 21 نوفمبر 2015

كيف تنمي ذاتك



المقدمة



تعد الذات جوهر الشخصية ويعد مفهوم الذات من الأبعاد المهمة في الشخصية الأنسانية التي لها أثر كبير في سلوك الفرد وتصرفاته . ويلعب مفهوم الذات أو فكرة الفرد عن نفسه دورا كبيرا في توجيه السلوك وتحديده .فالطالب الذي لديه فكره عن نفسه
بأنه ذكي ومواظب ومجتهد يميل إلي التصرف تبعا لهذه الفكرة؛فمفهوم الذات على هذا النحو يعمل كقوة دافعة. وعليه فإن الكيفية التي
يدرك بها الفرد ذاته تؤثرفي الطريقة التي يسللك بها،كما أن سلوكه يؤثر في الكيفية التي فيها ذاته .(الخطيب واخرون 2003 ص135 )
(و يرى ايضا علماء النفس والتربية أن تنمية مفهوم الذات هو مفتاح الشخصية السوية والطريق الأكيد نحو النجاح في الحياة الأكاديمية والعملية ) (ابوسعد 2004 ص 20 ).


مفهوم الذات :


مجموع الخبرات الشخصية بالفرد أو إدراكه لنفسه كشخص مستقل له كيان منفصل عن غيره ويتمتع بقدرات إنسانية محدده ومواصفات جسمية ومستوى محدد من الاداء ويقوم بدور معين في الحياة ( Good 1973 )

مفهوم تنمية الذات :


التغير الايجابي والتواصل في كل جوانب شخصية الفرد بما يمكنه من تحقيق أقصى اشباع ممكن لحاجته وفق مفاهيم الواقعية المسؤولية والصواب في سلوكه . 


برنامج للارشاد الفردي( لتدني مفهوم الذات)



- الجلسة الاولى :
** الهدف منها الوصول الى فهم معنى الذات وأنواعه .
يتم فيها التعارف بين المسترشد والمرشد حيث يعرف المسترشد عن أسمه وعمره وصفه .
ثم يقوم المرشد بتعريف مفهوم الذات: وأنه عبارة عن مجموع الأفكار التي يحملها الفرد عن نفسه وتكون هذه الافكار والاتجاهات مختلفة عن فكرة الاخرين عنه، ويقول بأن مفهوم الذات يقسم الى الذات كما هي أوكما يدركها الفرد وهي مفهوم الذات كما يراها الفرد، والى مفهوم الذات المثالي وهو نوعية الشخص الذي يود الفرد أن يكون عليها أو يتمناه ، ويقوم المرشد بأعطاء اسئلة تسهل استيعاب المسترشد لما ذكر.
الواجب البيتي:
يطلب المرشد من المسترشد كتابة فقرة قصيرة يتحد ث فيها عن مفهوم الذات المدرك والمثالي.
2- الجلسة الثانية : 
** الاهداف الواقعية في الحياة وخصائصها ودورها . 
مراجعة للجلسة السابقة ومناقشة الفروق بين مفهوم الذات المدرك والمثالي، كما كتب المسترشد.
تدريب المسترشد على وضع أهداف واقعية معقولة تتناسب وقدارته.
حيث من المتوقع أن يختار المسترشد أهدافه على أساس ما قام بانجازه في السابق . ثم يوضح المرشد بأن هناك خصائص يجب أن يراعيها الفرد حين يختار أهدافه وهي:
1-أن تكون الاهداف شخصية ومعنى ذلك أن يقوم الطالب نفسه باختيارها وليس الأهل أو المدرسين أوالاخرين.
2- أن توضع الاهداف على أساس الاداء السابق للفرد، أي أن يكون الهدف الحالي أعلى بقليل من الهدف السابق والذي تم انجازه.
3- ان تكون الأهداف مرحلية وقابلة للتنفيذ.
ففي حالة الاهداف الاكاديمية مثلا ينبغي ملاحظة أن التطور في التعلم يكون بطيئا وفي أجزاء صغيرة ولذلك يجب تجزئة الاهداف الى أجزاء صغيرة
يمكن الوصول اليها وانجازها.
ويقوم المرشد بتوضيح كيف أن الأشخاص الذين لديهم مفهوم سلبي عن ذواتهم غالبا ما يصنعون أهدافا، إما منخفضة جداأو غالبا عالية جدا في كلتا الحالتين تكون النتيجة سلبية، ويقوم المرشد بأعطاء أمثلة على ذلك ومناقشتها مع المسترشد.
الواجب المنزلي:
يطلب المرشد من المسترشد كتابة الاهداف التي يرغب في الوصول إليها في حياته.

- الجلسة الثالثة : 
** الهدف : خصائص الافراد الايجابية والسلبية 
مراجعة للجلسة السابقة ومناقشة الأهداف التي كتبها المسترشد وملاحظة مدى واقعيتها.
ثم يقوم المرشد بمناقشة موضوع الجلسة وهو الخصائص التي يتمتع بها الافراد،والتعرف على الخصائص الايجابية والسلبية للفرد.
ويناقش المرشد مع المسترشد المواضيع التالية:
-هل هناك بعض الاشياء التى تحبها في نفسك؟
-هل هناك بعض الاشياء التى لاتحبها في نفسك؟
-هل هناك شخص كامل؟
يناقش المرشد مع المسترشد بأنه لايوجد شخص كله جيد أوكله سيء وليس هناك من هوكامل فكلنا نقع في خطاء وأن الوقوع في الخطاء لا يغيرمن صفات الفرد الجيدة ، ثم يسأل المرشد ما هي الاسباب التى تجعل الفرد يقع في خطأ؟ من أهم هذه الاسباب ما يلي:
-نقص المهارة.
-اللامبالاة أوضعف الحكم.
-عدم الحصول على معلومات كافية.
-التعب أوالمرض.
تتم مناقشة هذه الاسباب وإعطاء أمثلة عنها.
الواجب المنزلي:
يطلب المرشد من المسترشد أن يكتب الصفات التي يحبها في نفسه والاشياء التي يقوم بها بصورة جيدة أوبنجاح.

4- الجلسة الرابعة : 
الهدف : أثر الكلام الداخلي السلبي أو الايجابي على سلوكتنا ومشاعرنا.
مراجعة للجلسة السابقة ومناقشة الصفات التي يحبها الطالب في نفسه.ثم يقوم المرشد بتوضيح اثر العبارات الذاتية على سلوكنا وتصرفاتنا. 
فالكلام الداخلي الذي يقوله الفرد لنفسه يلعب دورا هاما لأنه يوثر على سلوكاته ومشاعره.ويمكن أن تتغير هذه السلوكات والمشاعرعن طريق ما يقوله الفرد لنفسه قبل وخلال وبعد قيامه بالسلوك.
يوضح المرشد للمسترشد بأنه وباستخدامه للكلام الذاتي الايجابي في المواقف المزعجة ،فإن هذا سيشعره بالتحسن .
ثم يتم تدريب المسترشد على توجيه كلام ذاتي إيجابي لنفسه خلال القيام بأي عمل.
الواجب المنزلي:
يطلب المرشد من المسترشد تسجيل العبارات الذاتية التي يوجهها لنفسه في المواقف المختلفة.
- الجلسة الخامسة : 
هدف الجلسة:التدريب على العبارات الايجابية في المواقف العملية .
مراجعة للجلسة السابقةوللعبارات الذاتية التي سجلها المسترشد.
يقوم المرشد بتوضيح اثر الاخرين والعبارات السلبية على الافراد ثم يسأل المرشد المسترشد عن طريقة تعامله أومعالجته للعبارات السلبية التي يوجهها له الاخرون.
يقوم المرشد بتدريب المسترشد على بعض العبارات التي يمكن أن يقولها لنفسه عندما يطلق عليه الاخرون أسماء لايحبها أوتوجه له عبارات سلبية مثل:
-لايهم ، ما تقولوه.
-أنا قلق لذلك .
-أنا لا أحب أن يطلق علي أسماء ، ولكن هذا لا يؤذيني .
-أنا أعرف بأنني لست كذلك .
-مهما يكن ما تقوله عني أو ما تفعله فأنا لازلت جديرا بالاحترام.
ويركز المرشد خلال نقاشه مع المسترشد بأن المهم هو فكرة الانسان عن نفسه .
الواجب المنزلي:
يطلب من المسترشد أن يقوم بتسجيل العبارات السلبية التي يوجهها له الاخرون وطريقة التعامل معها.
الجلسة السادسة:
هدف الجلسة: التعزيزالذاتي ودوره في مفهوم الذات الايجابي عند الفرد.
تبدأ الجلسة بمراجعة للجلسة السابقة ومناقشة العبارات التى سجلها المسترشد . يقوم المرشد بتوضيح اثر التعزيز والثناء على مفهوم الذات .
ففي مجال تعزيز الذات يجب على(المسترشد ) أن يكون هونفسه المقيم والمعزز ويجب عليه أن يطور المهارات الضرورية ليقدم لنفسه الثناء اللفظي عند الضرورة ،يمكن للطالب أن يستخدم طرقا أخرى للتعزيز مثل الحلوى ، الاستمتاع بنشاطات مسلية وغيرها ولكن كل ذلك يعتمد على الظروف الخارجية ،بينما التعليقات اللفظية فهي داخلية وهي دائما متوفرة للشخص. وعندما يتعلم الطالب أن يقدم لنفسه ثناء أوتعزيزا لفظيا ، فإن التعزيز يستمر حتي بدون تعزيز خارجي.
ثم يناقش المرشد مع المسترشد الاسئلة التالية:
-لماذا يكون من الصعب علينا أن نقول أشياء جيدة أوحسنة عن أنفسنا؟
-هل هناك فرق بين التباهي وبين نقول كلام حسنا عن أنفسنا؟
الواجب المنزلي:
يطلب المرشد من المسترشد أن يتدرب على تقديم التعزيز والثناء لنفسه في المواقف التي تستحق فيها ذلك في البداية عندما يكون لوحده، ثم بين الافراد الاسرة ثم يعمم ذلك على المواقف.
الجلسة السابعة:
هدف الجلسة: ممارسة عملية لتقديم التعزيز واثره على الفرد.
مراجعة للجلسة السابقة ومناقشة تدريبات تعزيز الذات.
إن اغلب الناس يحبون أن يبتسم لهم الاخرون وان يقولوا لهم أشياء حسنة ويحب الافراد ان يكون لديهم شخص صديق محب يظهر لهم الود والاهتمام .
_يقوم المرشد بتوضيح أهمية تقديم التعزيزللاخرين ، حيث يتم تدريب المسترشد على ملاحظة الجوانب الايجابية لدى الاخرين وتقديم الثناء والتعزيزلهم ،وحيث أن تعزيز الاخرين يجلب التعزيز والثناء المقابل. 
-يقوم المرشد بتوضيح أهمية تقديم التعزيز للاخرين ، حيث يتم تدريب المسترشد على ملاحظة الجوانب الايجابية لدى الاخرين وتقديم الثناء بالمقابل .
-يقوم المرشد بإعطاء أمثلة ومناقشتها مع المسترشد .
-ثم يطلب المرشد من الطالب أن يقوم بكتابة الخصائص الإيجابية عن نفسه. 
الواجب المنزلي:
يطلب المرشد من المسترشد أن يقوم بتوجيه عبارات إيجابية لشخص ما كل يوم وأن يكتب ما قاله وتأثير ذلك على الشخص.
الجلسة الثامنة:
تبدأ بمراجعة للجلسة السابقة ومناقشة المسترشد في العبارات الايجابية التى وجهها الاخرين .
ويتم في هذه الجلسة الاستماع لمواضيع شخصية يود الطالب مناقشتها . ثم يطلب من المسترشد كتابة فقرة عن مدى استفادته من البرنامج.

الخاتمة


أن الانسان ينمي ذاته بصفة مستمرة طوال حياته وعملية تنمية الذات الانسانية لا تصل إلى نهاية ،فطموح الانسان لا حدود له،وعلى الانسان الاستثمار الامثل لقدراته وامكانياته لاقصى مدى،والاستفادة القصوى لاخدمة الذات والمجتمع،
بالتالي توصلك الى الرضا عن نفسك وتكون بذلك حققت ذاتك. 

تم بحمد الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق