الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

خالد الجيوسي: لا تتعطفوا على السوريين بإسقاط الرئيس الأسد: إفتحوا أبواب عواصمكم وأنشدوا في استقبالهم فقط “طلع البدر علينا” فبربكم ألم يخجلكم ذاك الذي لا يحكم ب “الشريعة الإسلامية” حينما شرفوا مدينته؟! .. “المقاومة” لها “فويس″ حتى على شاشة “الحماقة” والاعتدال المتمايل! .. وهل ارتعدت قناة “الميادين” خوفاً من قمر “الثعابين”؟ مهلاً أين أنتم من عري “الفساتين”؟!


khalid-jayyousi.jpg555

خالد الجيوسي

لا أدري كيف يحرص “أحدهم” على مشاعر السوريين، لا أدري كيف يستقبل بعضاً منهم أو يختار مصافحتهم في عاصمته بحفاوة بالغة، ويكافئهم بصورة يتيمة للحدث “الأسطوري” بعيداً عن أعين الإعلام، ولا أعلم كيف يريد أن يحقق تطلعاتهم بالتغيير والديمقراطية، وهو إلى الآن لم يفتح أبواب عاصمة بلاده الرياض، إلا لهؤلاء الذين يقطنون فنادق الخمسة نجوم بالخارج، ويعتبر البعض منهم نفسه معارضاً وطنياً شريفاً همه فقط إسقاط النظام السوري، وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد، هذا الذي يقال أنه نظام دموي، لا يمكن أن تتركه رياض السعودية مرتاحاً على عرشه الرئاسي، وهو المسؤول كما يقولون عن دماء مئات الآلاف من السوريين، وكأن لا شأن لهم أبداً في تسليح وتمويل الجماعات المسلحة التي تقاتله منذ حوالي الخمسة سنوات، وتشريد الملايين من أبناء الشام في شتى بقاع الأرض، خوفاً على أرواحهم، ورغبة في العيش فقط على اختلاف أشكاله!

تقف العربية السعودية التي تطبق شرع الله، وسنة نبيه إلى جانب السوريين بالفعل في رفض وجود الرئيس بشار الأسد في أي صيغة حل مؤقتة أو دائمة، وهذا ما جاء على لسان ولي عهد المملكة الأمير محمد بن نايف، وكرره وزير خارجيته عادل الجبير “بطعمة وبلا طعمة” كما يقول الأشقاء السوريون بلهجتهم الدارجة عن أمر متكرر، وبينما يقف “السعودي” وكبار رموزه إلى جانب “السوري”، وقف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو شخصياً كما شاهدناه عبر نشرات الأخبار، واستقبل السوريين أيضاً بحفاوة بالغة، لكنهم كانوا لاجئين لا معارضين، استقبلهم بإنسانية مفرطة في مطار بلاده تورنتو الدولي بعيداً عن المصالح، هذا الذي لا تحكم بلاده بالشريعة الإسلامية، أكد أن استقبال هؤلاء اللاجئين “الكنديين الجدد” كما أسماهم، ومنحهم مستقبلاً أفضل لهم، ولأبنائهم برحابة صدر، يشكل له ولبلاده مصدر قوة، فأين السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية من تلك “القوة الإنسانية” التي أخجلنا بها الكندي ترودو؟!

لم تقتصر حفاوة الاستقبال الكندي على رئيس وزائها فحسب، بل أقامت السلطات هناك حفلاً موسيقياً للاجئين شاهده العالم بالفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أنشدت خلاله فرقة كورال للأطفال نشيد “طلع البدر علينا” أشهر نشيد إسلامي، هذا الذي استقبل فيه أهل المدينة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة، نسأل وفي القلب حسرة، أي بدر ذاك الذي طلع على السوريين عندما قرروا إسقاط رئيسهم، وتدمير بلادهم؟ وحينما غاب بدرهم، لم ينشد لهم أحداً على الطريقة الكندية “جئت شرفت المدينة”، وكتبوا على أبواب مدنهم “أهلاً بالضيوف، أهلاً فقط بمن يخرجون السيوف”!

“المقاومة” لها “فويس″!

وسط هذا الكم من البرامج التي تحاول قناة “إم بي سي” السعودية حشوها في الأدمغة العريية، وإشغالها عن قضاياها المصيرية، وكأن القائمين على تلك القناة همهم الوحيد، وهم يعدون دوراتهم البرامجية القضاء على ما تبقى من عقول يقظة، يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً، لمحاربة الجهل والتضليل الذي أصبح شعار غالبية القنوات الترفيهية، التي تصدر لنا إعلام الحماقة، و”الهمالة”، والإباحية على اختلاف صورها، وسط هذا كان لافتاً ما جاء على لسان الفنان اللبناني عاصي الحلاني عضو لجنة تحكيم “ذا فويس″، وعلى ذات شاشة من تسمي نفسها قناة “كل العرب”؛ “إم بي سي”!

الحلاني قال على شاشة “إم بي سي” ما تحاربه زميلتها أو أختها بالأحرى قناة العربية، وأعتقد أن القائمين على البرنامج الغنائي “ذا فويس″، لو لم يكن البرنامج على الهواء مباشرة، لقاموا بالتأكيد “بمنتجته” أو قطعه، حيث قال فارس الأغنية اللبنانية “إن ما يفعله العالم بحق فلسطين هو الإرهاب، متسائلاً كيف يقولوا أن الإسلام دين إرهاب”، موجهاً تحيته لأهل فلسطين سواء في غزة أو الضفة، الذين اعتبر أن ما يفعلوه من “مقاومة” جهاد هو باسم الشعب العربي، لأن القدس كما أكد لنا سواء مسلمين أو مسيحيين، وهم بحسبه يدافعون عن كل الأمة العربية.

الحلاني برأيي أصاب الشاشة السعودية “المليونيرة” بمقتل حينما قال أن أفعال الشعب الفلسطيني “مقاومة” باسم الشعب العربي، خاصة أن البرنامج الغنائي، والذي هو أحد أعضائه هدفه التشويش على قضايانا المصيرية ورموزها الوطنية، بحجة الترفيه، والانغماس بالملذات المرئية التي يعدها المطبخ العميق لقنواتنا المرفهة للأسف، الحلاني حينما يذكر بالمقاومة وسط الأنغام وتمايل الجمهور ينسف أو يحبط باعتقادي ما تحاول “العربية” مثلاً التقليل من شأنه، وإيهام جمهورها “المعتدل”، وغيره أنه طريقة غير شرعية باهتة، بل ربما محرمة شرعاً في مقاومة المحتل، نشكر الفنان عاصي الحلاني على هذه الكلمات الصادقة بحق شعب بلادي الصامد الفلسطيني المحتل، رغم أننا نأمل ألا يكون أداة مساعدة أبداً في رفع جماهيرية مثل تلك البرامج، كما نشد على يد غيره من الفنانين للقيام بدورهم الفعال، وشهرتهم الواسعة في خدمة قضايانا، عل التاريخ يذكرهم يوماً في غير أعمالهم، وأنغامهم.

“الميادين” على قمر “الثعابين”!

يقول كاتب خليجي، أن قناة “الميادين” البرتقالية ارتعدت خوفاً من منع بثها على مدار قمر “العربسات”، ويقول الكاتب الذي لن أذكر اسمه احتراماً لمكانته وقدراته بين قرائه، أن جماهيرية القناة تراجعت منذ منع بثها، وذلك لأن الجماهير العربية شعرت بكذب تلك القناة، وعمالتها للصفوية الرافضة، كما يشكر الكاتب الدولة أو المملكة التي “أخرست” أعوان “الشيطان الإيراني”، وهو الآن مطمئن على حال الإعلام العربي الخالي تماماً من الكذب والتشويه والتضليل!

لربما نسي الزميل الكاتب العزيز أننا لا زلنا نشاهد القناة على قمر “النايل سات” ولا تزال على نهجها وسياستها تصدح أصوات الواقع فيها كما هو، ولربما لم يسمع الكاتب المخضرم أن نسبة المشاهدة ليست تنبؤات نطلقها جزافاً دون دراسات، وإحصائيات رسمية، وبالحديث عن الكذب، الكل يكذب يا سيدي، على الأقل “الميادين” لا تكذب فيما يخص قضيتنا، فشعارها الدائم “للعدالة في فلسطين”، وأما بخصوص عمالتها لإيران كما تقول، نريد منك دليلاً واحداً على ذلك، وإن صح، ألا يؤمن “الشيطان الإيراني”، بمقاومة “الغول الفلسطيني” ويدعمه، وختاماً حتى لا نطيل على القراء الأعزاء كيف تطمئن على الإعلام العربي، وهنالك من القبل والصدور والأفخاذ والعري، ما يكفي لسيلان لعاب الشعب العربي كله، أو بعضه حتى لا نظلمه، وتقولون “الميادين”، هنالك قنوات مشاهدتها أمر عندي من لدغة “الثعابين”!

كاتب وصحافي فلسطيني

0 التعليقات:

إرسال تعليق