الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

خالد الجيوسي: لا يمكنكم فعل نصف ما فعله سمير القنطار حتى تتشمتوا باستشهاده وإن موالياً في “عاصمة الأسد” والقاتل تذكروا قتله قاتل! .. هل تلتزم متسابقة “إم بي سي” الأردنية المحجبة بشروط “الرؤية الشرعية” للمرأة مع “موديل” كليب أغنيتها؟ .. وأنا كفلسطيني سأمنح “تلوين” خريطة بلادي للسيد حسن نصرالله فهناك من لا يعرف كيف يرسمها!


خالد الجيوسي: لا يمكنكم فعل نصف ما فعله سمير القنطار حتى تتشمتوا باستشهاده وإن موالياً في “عاصمة الأسد” والقاتل تذكروا قتله قاتل! .. هل تلتزم متسابقة “إم بي سي” الأردنية المحجبة بشروط “الرؤية الشرعية” للمرأة مع “موديل” كليب أغنيتها؟ .. وأنا كفلسطيني سأمنح “تلوين” خريطة بلادي للسيد حسن نصرالله فهناك من لا يعرف كيف يرسمها!

khalid-jayyousi.jpg555

خالد الجيوسي

ليست وحدها “إسرائيل” من تغنت في مقتل المقاوم الأسير المحرر الشهيد سمير القنطار، فعن نفسي كنت أعتقد أن من يقتل على يديها بحكم “المقاومة” هو بطل قومي، لا مجال أبداً للتشكيك فيه في العقول العربية، لكن الواقع دائماً ما يخالف الأمنيات، وخاصة ذلك المتعلق بضمائر العرب، وقائمة أعدائهم، التي ضمت كل “الأعداء” هذه الأيام إلا “العدو” الصهيوني مغتصب بلادي فلسطين!

البعض حتى لا نعمم، وعلى رأسهم الإعلام المليونير كقناة “العربية”، بدت فرحة باستشهاد القنطار، ولم تتوان مطلقاً في البحث عما يشوه التاريخ النضالي للشهيد، وجلبت طليقته كفاح كيال، وفتحت لها شاشتها لتقول للجماهير العربية بكل بساطة أن ذاك الشهيد الذي اعتقتله إسرائيل لمدة 30 عاماً، ما هو إلا قاتل، للشعب السوري، والفلسطيني، وما يفعله هو وحزب والله ليس قتالاً لإسرائيل، والقاتل بحسبها يقتل، لربما نسيت كيال أن قاتل القاتل إسرائيل، وتناست “العربية” أننا لسنا جميعاً سذجاً!

عجيب أمرنا نحن العرب، كيف نبرع بتحويل الحقيقة لباطل، والباطل لحقيقة، عجيب كيف نبرع بالتشكيك دائماً بالشخصيات الوطنية، التي لطالما ضحت بحياتها ثمناً لحرية أوطانها، وإيماناً بمبادئها، نسأل والغيظ يغزو مشاعرنا، ماذا يحتاج القنطار أكثر من ذلك حتى يصدقه هؤلاء الذين لا يعرفون عن التضحيات، سوى شراء الذمم لإسكاتها، وتغييبها، وإبعادها؟ ألا يكفيهم أن “العدو” الإسرائيلي لم يستطع تحمل بقاء وجوده، ودوره الفعال في استنهاض الشباب لتحرير فلسطين، وحلق مسرعاً لقتله، سيجيبني “أحدكم” بالتأكيد واحدة من تلك الإجابات المعهودة، أليس موالياً لنظام الأسد “البربري الدموي”، وقتل بين أحضان عاصمته دمشق، بربكم أي عاصمة غير دمشق يمكن أن تستقبل مقاوماً من الطراز الرفيع دون أن تعتقله غير عاصمة الأمويين، ونظامها، أرجوكم كفاكم تنظيراً، إفعلوا نصف ما فعله القنطار وأمثاله ضد إسرائيل لا غيرها، وحتى ذلك الحين فلتصمتوا!

محجبة “ذا فويس″.. والرؤية الشرعية

لا شك أن علينا الدفاع عن الإسلام الوسطي والمعتدل، خاصة في تلك الظروف العصيبة المهينة التي يمر بها، والمحاولات المتواصلة لربطه بالإرهاب والتعطش للدماء، رغم أننا نؤمن أن لكل فعل، ردة فعل، كما في الهجمات “الدموية” التي تشنها “الدولة الإسلامية” على الدول الغربية انتقاماً، واسترجاعاً لكرامتها، وكرامة دينها المسلوبة تحت شعارات الحرية والديمقراطية.

نعم، علينا أن نكون أصحاب رسالة دينية متحضرة، والتي تحمل نفس المبادئ التي جاء بها نبي الإسلام محمد الكريم، وننشرها قولاً، وفعلاً، كل حسب موقعه، وقدراته، واستطاعته، والأمر لا يحتاج إلى دكتوراه في الشريعة الإسلامية، ونحن هنا لا نتحدث عن الفتوى الشرعية، فلها أهلها، لكن نتحدث عن القيم، والأخلاق الدينية التي يجب أن نتحلى بها، ويحق لنا بكل تأكيد الحديث فيها، والدعوة إليها، دون رقيب أو حسيب.

هذه الرسالة الوسطية، رسالة الإسلام السمحة، يبدو أن البعض يحملها بكل أمانة، ويوصلها على طريقته التي تشرف كل المسلمين في العالم، وبين من حملها تطرفاً باعتقاده، وحملها ليناً بأفكاره، هنالك من يحاول تمييعها، وربطها بذاك الذوق الرفيع، والتحضر، والانفتاح على الطريقة الغربية، لكنه لا يعلم بالحقيقة أنه ضرب بمثل الدين عرض الحائط، وكان من شق الطريق للاستهزاء به، فإن كان لا يدري فتلك مصيبة، وإن كان يدري فالمصيبة أعظم!

تلك المصيبة، قدمتها قناة كل العرب “إم بي سي”، حينما أوصلت المتسابقة الأردنية “المحجبة” نداء شرارة إلى نهائيات برنامج المواهب الغنائي “ذا فويس″، لربما ستعلن فوزها باللقب في الحلقة النهائية من البرنامج السبت المقبل، وهي بذلك كأنها تقول للعالم الغربي قبل العربي، أن الإسلام حضاري، وها هي تلك المحجبة التي يزدريها الغرب لأجل قطعة قماش تستر شعرها به، منفتحة، متحضرة، تغني، لا يمنعها دينها الذي أمرها بالحجاب من الغناء، نحن هنا بالطبع لا نتحدث عن أخلاق المتسابقة شرارة الني نقدرها ونحترمها، وهذه حريتها الشخصية التي نختلف معها فيها فقط، ونترك لله البت فيها، لكن نتحدث هنا عن هذا الاستغلال الإعلامي لها، والذي تحاول قناة “إم بي سي” فرضه علينا، وتعميمه كصورة نمطية مقبولة صالحة يمكن تعميمها في المستقبل على كل الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب، ويرغبن في طرق عالم الفن، ويمنعهن الحجاب.

بالتأكيد الإرهاب لا علاقة له بالحجاب، لكن الغناء فيه أي الحجاب ليست الطريقة المثلى كي ننفي عنه تهم المرعوبين منه، ومن يدخل عالم الفن، أعتقد أن عليه الالتزام بواقعه وشروطه، وعدم إقحام الرموز الدينية فيه على اختلافها، فلو أردنا تخيل المتسابقة المذكورة في فيديو كليب غنائي بعد فوزها مثلاً، هل ستلتزم يا ترى بشروط الرؤية الشرعية للمرأة في الإسلام مع الرجل “الموديل” المشارك في كليب أغنيتها؟ نترك لكم الإجابة…!

نصرالله يعرف كيف “يلون” فلسطين

يخرج “سيد المقاومة”، أجل سيدها إن أعجبكم أو لم يعجبكم، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على شاشة قناة المنار، ليتحدث عن استشهاد المناضل القائد سمير القنطار، فتنشغل ثلة من محبي السخافات بخلفيته التي ظهرت عليها خريطة فلسطين بألوان علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يتوسطها صورة الشهيد القنطار، فيقول أحدهم غاضباً أن فلسطين ليست أملاكاً إيرانية، ويؤكد الآخر ممتعضاً أن فلسطين للعرب “السنة”، وليست للفرس “الشيعة”، وجاء هذا إلى جانب العديد من التعليقات “المذهلة”، والتي قالت أن علم العربية السعودية بلونه الأخضر أحق بخريطة فلسطين، لما تقدمه تلك المملكة من جهود “جبارة” لخدمة القضية الفلسطينية!

دائماً ما يشعرني هؤلاء الغاضبين الممتعضين أن بلادي فلسطين “محررة”، وأن لا محتل غاصب فيها، وعلمها بألوانه الحزينة يزين خريطتها من أولها لآخرها دون خطوط زرقاء إسرائيلية، وفجأة جاءت إيران لتحتلها، وتبتلعها، على من تضحكون؟ ولماذا دائماً ما تشغلون أنفسكم بالتفاصيل السخيفة وكأننا في “جلسة نسوان”؟ ونعتذر هنا من النساء للتشبيه، وكأن تلك الأمور تعيد الحق لأصحابها، وتحرر الأوطان، لا تحدثني عن ألوان مسلوبة يا صاحب السعادة، حررها أولاً، وسأقبل جبينك، وسأخرج حتماً من ذلك الذل، وتلك التعاسة!

للجميع الحق برأيي مهما كان دينه، طائفته، وجنسيته، أن يضع العلم الذي يختار على خارطة بلادي فلسطين المحتلة، طالما هذه البلاد المقدسة والشريفة، حاضرة في فكره، وأولوية في أجنداته، يدعمها، ولا يتآمر عليها، وأعتقد أن السيد نصر الله، ومن خلفه الجمهورية الإيرانية، قدموا الكثير من التضحيات، سواء في المواجهة مع العدو الإسرائيلي مباشرة، أو من خلال الدعم لحركات المقاومة بشهادتها، أنا كفلسطيني سأمنح ألوان خريطة بلادي لمن يعرف قيمتها، ويقدرها، ويدافع عنها، فهناك من لا يعرف حتى كيف يرسمها!

كاتب وصحافي فلسطيني

0 التعليقات:

إرسال تعليق