الاثنين، 21 ديسمبر 2015

مشعل في انقرة ويلتقي اردوغان.. هل يبدد اللقاء قلق “حماس″ من التطبيع المتصاعد للعلاقات التركية الاسرائيلية وشروط اسرائيل بمنع انشطتها في اسطنبول منفذها الابرز على العالم؟

مشعل في انقرة ويلتقي اردوغان.. هل يبدد اللقاء قلق “حماس″ من التطبيع المتصاعد للعلاقات التركية الاسرائيلية وشروط اسرائيل بمنع انشطتها في اسطنبول منفذها الابرز على العالم؟

ardogan-mishhall.jpg777

ان يصل السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى اسطنبول ويلتقي الرئيس رجب طيب اردوغان في قصر يلدز الرئاسي، فهذه خطوة متوقعة خاصة بعد تأكيد الانباء التي تحدثت عن اتفاق اسرائيلي تركي بتطبيع العلاقات بين الجانبين، وتبادل السفراء، وتوقيع صفقة مرور خط انابيب الغاز الاسرائيلي عبر الاراضي التركية.

تركيا كانت داعمة قوية لحركة “حماس″ وكل التنظيمات الاسلامية بما فيها حركة “الاخوان المسلمين” التي باتت تتخذ من الاراضي التركية مقرا لانشطتها السياسية والاقتصادية والاعلامية بعد اطاحة حكم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وكان لافتا ان من الشروط الاسرائيلية لتطبيع العلاقات معها، اي تركيا، وقف انشطة حركة حماس في اراضيها، وابعاد السيد صلاح العاروري، احد قادة حماس المتهم بالوقوف خلف عملية خطف اسرائيليين وقتلهم، وهي العملية التي ادت الى عدوان اسرائيلي على قطاع غزة الصيف قبل الماضي.

لا شك ان الاتفاق التركي الاسرائيلي بتطبيع العلاقات كاملة يثير قلق “حماس″، خاصة ان احد الشروط التركية للتطبيع في الماضي كانت تصر على رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، واكدت تسريبات اعلامية اسرائيلية ان الرئيس اردوغان اسقط هذا الشرط، ولم يعد يطالب برفع الحصار بالقوة التي كان يطالب بها.

الرئيس اردوغان يواجه حاليا ظروفا صعبة للغاية، فالحرب التي تشنها قواته ضد المتمردين الاكراد بلغت اوجهها في الايام الاخيرة، وباتت تشكل حرب استنزاف للجيش والاقتصاد التركي معا، كما ان العقوبات الاقتصادية مع تركيا التي جرى فرضها من قبل الرئيس فلاديمير بوتين كرد على اسقاط طائرته الحربية التي اخترقت الاجواء التركية لثوان معدودة، بدأت هي الاخرى تعطي اؤكلها بشكل سلبي على الاقتصاد التركي، ويمكن ان تتطور هذه العلاقات بشكل اقوى، بما في ذلك اغلاق انابيب الغاز الروسي التي تغطي 60 بالمئة من احتياجات تركيا.

اسرائيل استغلت هذا الوضع التركي الحرج سياسيا واقتصاديا، واملت شروطها كاملة على السلطات التركية للقبول بتطبيع العلاقات، بما في ذلك وقف انشطة “حماس″ على اراضيها، الامر الذي سيشكل ضربة قاصمة لحركة المقاومة الفلسطينية هذه، خاصة انها جاءت بعد التقارب المصري السعودي، وصدور قرار عن مجلس الامن الدولي بشأن الحل السياسي في سورية لا يطالب برحيل الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود لتركيا.

لا نعرف ما اذا كان الرئيس التركي قد بدد قلق السيد مشعل اثناء اللقاء بينهما في القصر الرئاسي، لكن ما نعرفه جيدا ان الرئيس اردوغان سياسي برغماتي، لا تحركه المبادىء، وانما مصالح بلاده، مثله مثل كل، او معظم، اقرانه السياسيين، ومن غير المستبعد ان يطالب ضيفه الفلسطيني بتقدير ظروفه، وتقبل بعض القرارات التي سيتخذها استجابة للضغوط الاسرائيلية.

حركة “حماس″ قد تخسر تركيا، جزئيا او كليا، مثلما خسرت سورية وايران، وبدرجة اقل “حزب الله” حليفها اللبناني، ودون ان تكسب المعسكر الآخر، المتمثل في “معسكر الاعتدال” الذي يضم مصر والسعودية ودول الامارات والاردن الامر الذي سيشكل ضغطا كبيرا عليها، وهي التي تواجه ضغوط الحصار المصري الاسرائيلي على قاعدتها في قطاع غزة، بحيت باتت عاجزة عن دفع مرتبات موظفيها.

الصورة لم تكن وردية ابدا بالنسبة الى “حماس″ التي صمدت برجولة وشجاعة في مواجهة ثلاث حروب اسرائيلية، ولكن خسارة تركيا، جزئيا او كليا، ستجعل هذه الصورة اكثر قتامة، ونحن في انتظار تصريحات السيد مشعل التي قد تجيب على العديد من الاسئلة في هذا المضمار.

“راي اليوم”

0 التعليقات:

إرسال تعليق