الأحد، 20 ديسمبر 2015

“تحالف سني” بقيادة “السعودية” لم يعلم عنه أحد.. ويختلف الجميع فيه على “عدوهم” الإرهابي! عند إعلانه أصبت بالزهايمر وأنشدت للخفاق الأخضر!


“تحالف سني” بقيادة “السعودية” لم يعلم عنه أحد.. ويختلف الجميع فيه على “عدوهم” الإرهابي! عند إعلانه أصبت بالزهايمر وأنشدت للخفاق الأخضر!

khalid-jayyousi.jpg555

خالد الجيوسي

مجدداً يعود الحديث عن تلك “البطولات” التي تحققها العربية السعودية، مجدداً لا تنفك الأقلام “الموالية” في صحافتها المحلية عن تمجيد “التضحيات” التي تقدمها “مملكة النفط” في سبيل محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف والشيعي، لا والأدهى والأمر أن “أحدهم” يشكر الله، ويصلي ركعتين لوجود مملكة مثل السعودية “قادرة”، أو حققت ذلك “باقتدار” كما وصفها تلك “الحازمة” التي أعلنت تحالفين خلال عام تقريباً، الأول لاستعادة الشرعية باليمن اللاسعيد، والثاني لمحاربة الإرهاب!

المضحك المبكي أن السعودية لم تستطع إلى الآن المحافظة على أراضي استعادتها من منتزع الشرعية عدوها اللدود “الحوثي الصالحي”، فكيف تتمكن من استعادة “الشرعية” ومنحها لصاحبها “المدبر المقبل”؟ وبينما يغط الجميع في التهليل، والانذهال، والتطبيل والتعليل، أعلن ولي ولي عهد السعودية الأمير الشاب الذي لا يحتاج إلى التعريف عن تحالف إسلامي يضم 34 دولة، لمحاربة الإرهاب، فهل هذا يعني أن التحالف الأول حقق مبتغاه؟ وبما أن الواجب دائماً على عاتق السعودية “السنية” فعليها التحرك دون أن تمنن أحداً، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قالت أن  المملكة لم تعلمها بذلك التحالف الذي شكلته، ربما من باب تحقيق ما ذكره بيانها أي السعودية حول سبب تشكيله بأن تعاونوا على البر والتقوى، ولا تعانوا على الإثم والعدوان!

هدف التحالف الذي أعلنت عنه السعودية، واستبعد منه كلاً من إيران والعراق وإيران، واندهشت منه كل الدول المنضوية تحته بالإجبار دون أن يتم التشاور معها، أو حتى إعلامها إلا من رحم ربي، وكأن تلك الدول لا سيادة لها، أو حتى بالأحرى تتبع لنظام الكفيل السعودي، ذاك الذي يمكنه جرك، وترحيلك، وتسفيرك متى شاء، ويبدو أنه اليوم قادر على “حشرك” في تحالف عسكري “وهمي” كذلك، وليس عليك سوى أن تعلن السمع والطاعة، هدف التحالف محاربة الإرهاب، نسأل هنا سريعاً وبكل براءة، السعودية مثلاً تعتبر أن حزب الله اللبناني “عناصر إرهابية”، بينما يعتبره لبنان “المحشور” في التحالف “السني” مقاومة، فهل ستقاتل المملكة “حزب الله” بحجة الإرهاب، بينما يشغل لبنان نفسه بمحاربة قوى أخرى يعتبرها إرهابية؟ وقس على ذلك الكثير من خلاف دول “محشوة” في التحالف كالمصري والتركي حول حركتي “حماس″ والإخوان المسلمين، فأي تحالف ذاك الذي لا يجتمع حتى على تحديد “عدوه” الإرهابي؟!

اللافت أيضاً في ذلك التحالف أن “دولة فلسطين” كانت من بين تلك الدول المشاركة في الحرب ضد الإرهاب، هذا جميل وقد يعني أن التحالف، وحينما سينتهي من محاربة الإرهاب المتمثل ببعبع “الدولة الإسلامية”، سيتوجه مباشرة لمحاربة الإرهاب الإسرائيلي، هذا طبعاً إذا اتفق الجميع على أن إسرائيل إرهابية، أو لربما أصبت بالزهايمر ونسيت أن بلادي فلسطين احتفلت بعيد استقلالها العام الماضي، ولربما يتحتم عليها، وجيشها “المغوار” رد الجميل للعرب “الأبطال” الذي ساهموا في تحريرها من الاحتلال الغاصب!

يؤسفني أن أقول أن هذا التحالف ماهو إلا بهرجة إعلامية، تحاول العربية السعودية أن تغطي فيه على فشلها المتواصل في إدارة كل الملفات الخارجية، وهزيمتها المتواصلة في الوحل اليمني، يؤسفني أن أرى مملكة بحجم السعودية “السنية”، وثرواتها تتحرك من أجل محاربة الإسلام في وجهه “الشيعي” الآخر، أليس الأولى أن تخرج القيادة السعودية علينا معلنة تشكيل تحالف “عربي إسلامي” تنضوي تحته كل حركات المقاومة من أجل تحرير فلسطين المحتلة؟ هنا فقط سنعلن فخرنا واعتزازنا، هنا فقط سنصفق للحزم، هنا لن نرى أمل التحرير فقط في عيون حسن نصرالله “الشيعي” وأمثاله، هنا فقط سأنشد حقاً نشيداً طالما رددته في المدارس السعودية دون انتماء بحكم أنني فلسطيني، سأنشد حينها صدقوني “سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق الأخضر ….”!

كاتب وصحافي فلسطيني

0 التعليقات:

إرسال تعليق