الأربعاء، 16 ديسمبر 2015


السعودية تعلن عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة الإرهاب مقره الرياض

salman-nnn77



الرياض ـ (أ ف ب) – اعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة معظمها ذات غالبية سنية، ابرزها تركيا ومصر وباكستان، يهدف الى “محاربة الارهاب”، في خطوة تأتي مع تزايد خطر الجهاديين عالميا.

ولا يضم التحالف الذي سينشئ مركز عمليات مشتركا في الرياض، دولا اسلامية كايران الخصم اللدود للمملكة على النفوذ الاقليمي، والعراق حيث وقعت مناطق واسعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحتل مناطق ايضا في سوريا حيث تدعم الرياض معارضي نظام الرئيس بشار الاسد.

واعلنت وكالة “واس″ السعودية الرسمية فجر الثلاثاء، قرار 34 دولة “تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الارهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وان يتم في الرياض تشكيل مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الارهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود”، بحسب بيان نشرته.

اضاف البيان “سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الارهاب وحفظ السلم والامن الدوليين”.

واكد ان التحالف يأتي “تحقيقا للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الامن والسلام الاقليمي والدولي، ويشكل خطرا على المصالح الحيوية للامة”.

وفجر اليوم، اعلن ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ان التحالف “يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء (الارهاب) الذي تضرر منه العالم الاسلامي اولا قبل المجتمع الدولي ككل”.

واضاف الامير الذي يشغل منصب وزير الدفاع “اليوم كل دولة اسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جدا”، معتبرا ان ذلك سيطور “الاساليب والجهود التي ممكن (ان) نحارب فيها الارهاب في جميع انحاء العالم الاسلامي”.

واضاف “لدينا عدد من الدول تعاني من الارهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء (شبه الجزيرة المصرية) واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وافغانستان، وهذا يتطلب جهودا قوية جدا لمحاربته”.

واكد انه “بلا شك، سيكون هناك من خلال التحالف تنسيق لمحاربته”.

واتت تصريحات بن سلمان في مؤتمر صحافي هو الاول له منذ تعيينه وزيرا للدفاع اثر اعتلاء والده الملك سلمان بن عبد العزيز العرش خلفا للعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله في كانون الثاني/يناير.

ومنذ تولي سلمان مقاليد الحكم، يرى ديبلوماسيون غربيون ان السعودية بدلت من سياستها الديبلوماسية الهادئة التي حكمت المملكة لعقود، واعتمدت مقاربة اكثر هجومية في السياسة الاقليمية والدولية. فهي تشارك منذ صيف 2014 في الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وقادت منذ آذار/مارس تحالفا عربيا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

ويرى الديبلوماسيون ان محمد بن سلمان، من موقعه كوزير للدفاع، كان احد الدافعين بقوة باتجاه هذه المقاربة الجديدة للسياسة الخارجية.

وردا على سؤال عما اذا كان هذا التحالف الجديد سيركز على تنظيم الدولة الاسلامية، قال الامير محمد، ان التحالف سيحارب “اي منظمة ارهابية تظهر امامنا”.

واكد انه “بخصوص العمليات في سوريا والعراق، لا نستطيع القيام بهذه العمليات الا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي”.

– انتقادات غربية –

وبحسب اللائحة التي نشرتها الوكالة السعودية، فكل الدول المنضوية في التحالف الجديد تنتمي الى منظمة التعاون الاسلامي. ومن ابرز الدول مصر وليبيا وتونس والمغرب الاردن والامارات والبحرين وقطر والكويت ولبنان ودولة فلسطين والسودان وتركيا وباكستان.

كما ابدت عشر دول اخرى ابرزها اندونيسيا، اكبر الدول الاسلامية من حيث عدد السكان، تاييدها للتحالف.

واكد وزير الدفاع السعودي ان “هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها اجراءات يجب ان تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظرا للحرص لانجاز هذا التحالف بأسرع وقت. تم الاعلان عن 34 دولة وان شاء الله سوف تلحق بقية الدول لهذا التحالف الاسلامي”.

واكد بن سلمان ان التحالف سيواجه الارهاب “عسكريا وفكريا واعلاميا”.

ويأتي الاعلان المفاجئ عن تشكيل التحالف بعد توجيه سياسيين غربيين مؤخرا انتقادات الى دول اسلامية ابرزها السعودية وقطر، بتغذية التطرف، وذلك في اعقاب الهحمات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في دول عدة خلال الاسابيع الماضية، ومنها اسقاط طائرة روسية في شمال سيناء، واعتداءات باريس، وتفجيرات في بيروت وتونس.

كما تكررت في الفترة الماضية التصريحات الغربية، لا سيما من واشنطن، عن ضرورة وجود قوات على الارض تقاتل ضد التنظيمات الارهابية.

وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اكد السناتوران الاميركيان جون ماكين وليندسي غراهام من بغداد، ضرورة توفير قوة من 100 الف جندي معظمهم من “الدول السنية” لقتال تنظيم الدولة الاسلامية.

وبعد ايام، اعلن وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش استعداد بلاده للمشاركة بجهد دولي “يتطلب تدخلا بريا” ضد الارهاب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق